الرضا بالله والرضا عن الله

شغلني اليوم كثيراً هذا المعنى .. ما هو الرضا بالله ؟ وما هو الرضا عن الله؟ 

وأيهما أعلى منزلةً من الآخر؟ وما السبيل لتحصي كلٍ منهما؟  وما النتائج المترتبة عليه!؟

أسئلة تبدو نظرية . تجد إجابتها في الكتب والمواقع والمنتديات .. وليس هذا ما أبغيه ..فالإجابة لي هي التي أستشعرها وأجد معناها فيّ بداخلي فما أنا إلا نفخة من الله .. وبداخلي تكمن إجابات عدة .. لا بأس بالاسترشاد .. لكن الـ “بوصلة” بداخلي أنا .. 

الرضا بالله رباً .. أكررها دبر كل أذان وإقامة  .. وفي أذكار الصباح وأذكار المساء .. ودبر كل صلاة .. أي بمعدل 17 مرة يومياً .. مصادفة عجيبة هي عدد ركعات اليوم

🙂

المهم .. هناك قاعدة أصولية عامة … التكرار يكون نابعاً إما عن رتابة وجهل .. أو أهمية قصوى .. وبالتالي فالتكرار الإلهي لشيء لا يكون إلا كوسيلة تنبية وإشارة لأهمية هذا الشيء .. أهمية الرضا بالله .. أن ترضى بالله وكل ما يتعلق به وبأموره وطرق إدارته وتدبيره وتسييره للأمور .. أن ترضى بما يرضيه وفقط ما يرضيه .. كيف تجعل من نفسك مرآة ترى فيها رضاك صورة مطابقة لرضاه .. كيف من نفسك انعكاساً لمشيئته فتحب ما يحب وتكره ما بكره ..

لا يتأتّى هذا بالنظري من القول .. وأعني أنه إذا أجبرت نفسك على الحب لم يصبح حباً بعد .. فالحب ينبع لا إرادياً وكذا الشعور بشكل عام .. وجب إذن البدء بما هو قبل الشعور وهو الاعتقاد .. المعتقد في الله والموقن بالخير في قضاء الله والواعي المقدر لحب الله له ورحمته به وحلمه ورأفته و .. إلخ .. ينظر للأمور نظرة تختلف تمام الاختلاف عن نظرة الغير .. إذ لا ينظر للأمر على انه أمر حدث له بل أمر حدث بتدبير الله المبر الحكيم الرحيم .. يوقن بالرحمة والحكمة في التدبير الإلهي حتى إذا غابت شواهدها عن ناظريه .. يوقن بها وإن لم يرها ..ولا يصعب عليه ذلك إذ أنها كإيمانه بالله  وبكل شئون الغيب .. 

وحب الله -إذا نششأ في النفس- أنشأ فيها حباً لقضاء الله لا ينفصل بحال عن حب الله 

نجد مثالاً في مدارج السالكين لابن القيم:

لما قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى مكّة وقد كُف بصره , جعل الناس يُهرعون إليه ليدعو الله لهم , فجعل يدعو لهم , قال عبد الله بن السائب : (( فأتيته وأنا غلام , فتعرفت عليه , فعرفني , فقلت له : يا عمّ , أنت تدعو للناس فيشفون , فلو دعوت لنفسك أن يردّ الله بصرك , فتبسم وقال : يا بُنيّ قضاء الله أحبّ إلي من بَصري )) 

حين يترسخ هذا الإيما بهذه الطريقة (وإن تدرج فيها ) ,… ينبع الشعور اللا إرادي الذي تحدثت عنه .. يبتسم والدموع في عينيه .. دموع الانسان .. وابتسامة المؤمن .. في آنٍ واحد .. يوقن بالخير الآت .. في الآخرة قبل الدنيا .. ينظر لكل مصيبة تصيبه على أنها هدية تقربه من منزلة رفيعة في الفردوس .. وهكذا الدنيا كلها له … مهما امتلك منها فهي في يديه وليست في قلبه .. ومهما فقد منها فما فقد إلا ما أبعده عن منزلته التي ينشدها في الفردوس !

الدنيا له جسر للآخرة .. لا يريد امتلاك هذا الجسر .. فقط يريد ما بعده .. هذا حال المؤمن ..

هذا عن الرضا بالله .. أي الرضا بما يتعلق بحكم الله .. حين تقول رضيت بفلان .. أي رضيت به حكماً . أي رضيت بحكمه ..  أي أنك ترى فيه من الحكمة والرحمة والعدل ما يرضيك بحكمه مهما كان

أما الرضا عن الله .. فهو مختلف تمام الاختلاف .. إذ أن الرضا “عن” لا يرتبط بمتعلقات المرضي عنه من حكمه وقضائه … بل “الذات” .. أن ترضى عن الله هي أن ترضى عن “ذات” الله

أن ترضى عنه أي تقبله .. كما هو .. ترضى عنه .. منزلة لا ينبغي لعبد أن يدركها على سيده إذا لم يخبرنا الله أنها مأتيّة .. فقط لمن يستحقها .. رضي الله عنهم ورضوا عنه .. حين رضي عنهم .. اعطاهم الفضل أن يرضوا عنه .. حين أخبر الرسولُ الصديق :”يا أبا بكر .. إن الله يخبرك أنه راضٍ عنك .. فهل أنت راضٍ عنه؟” ” فبكى الصديق وقال:” با رسول الله .. وكيف لا أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه؟!!” .. الرضا بالله ربا .. الرضا بقضاء الله .. ثم المنزلة الأرفع على الإطلاق .. الرضا عن ذات الله .. الرضا عن الله .. جعلنا الله ممن قال فيهم “رض الله عنهم ورضوا عنه .. ذلك لمن خشي ربه” .. آمين

اللهم اجلعني ممن رضي بك .. ورضي بقضائك .. وخشاك حق خشيتك فجعلته ممن قلت فيهم: رضي الله عنهم ورضوا عنه!

Posted in Uncategorized | Tagged , , , , , , , , , , , | Leave a comment

كل شيء قسمة ونصيب

كثيرة هي الطرق التي رسمتها لما أريد وحين تم لي التخطيط لم يكمل لي التوفيق فضاعت الرسوم وتاهت أوراق التخطيط في وسط أوراق القدر المتناثرة  ولم يتبق سوى الغاية التي أردت الوصول  لها ..
وكثيرٌ ما أذكر الغاية .. وحين أذكرها وأذكر رسومي والطرق التي خططتها لتلك الغاية وكيف ذهبت هذه الأوراق مع الريح وصارت هذه الطرق في تعداد الخطط التي فشل صاحبها في رسمها .. صعبت الرؤية حينئذ ..
إذا كنت تظن أني أبالغ في الأمر .. فعليك بهذه التجربة البسيطة:
1- فكر في أغلى شيء تريد تحقيقه في هذه الحياة
2- فكر في أول خطوة نحو هذا الشيء الغالي الذي تريد تحقيقه
3- اعمل بجد من أجل هذا الشيء الغالي الذي تريد تحقيقه وصلِّ وادعُ ربك ليلَ نهارَ من أجل هذا الشيء الغالي الذي تريد تحقيقه ليل نهار..ونَمْ واحلم به كل ليلة .. واستيقظ على حلم يقظة جميل وأنت في وسط ما تتمناه .. وعِش يومك كله مبتسماً على أمل أنك بعد كل العناء وكل الجهد الذي تبذله سوف تصل لما تشتهي ..
4- واستيقظ – ذات يوم- لتبصر هذا الشيء .. صار سراباً لا وجود له وأنك قد قيل لك .. عفواً لم نضعك بعين الاعتبار
ونقطة ومن أول السطر بدأوا هم وتركوك في آخر سطر بائس لم ينتهِ بمعنى أو حتى بعبرة يعتبر بها من سيقرأ بعدك
5- بعد هذا كله انظر كيف تشعر وانظر ماذا ترى

حتى لو أن كل ما حدث هو أن غاب عنك طريقٌ واحد .. فإن كان هو الطريق الوحيد الذي لطالما أبصرته .. فيوم يغيب يغيب عنك كل الطرق .. هو لك كل الطرق .. ربما العيب فيك أنت لأنك لم تضع بدائل كثيرة لا نهائية

فالسبيل الوحيد -إذاً- لتوفير عناء الحزن والكمد هو ألا أذكر الغاية .. وأي عيش هذا بلا غاية ؟
ما بين كمدين أختار .. وفي الاختيارين حسرة وكمد

كانت هذه السطور الكئيبة المحبطة السابقة نظرتي للأمور لفترة طوسيلة -مؤخراً- بعد أن فشلت أولى محاولاتي الكبرى الأخيرة في أول خطوة نحو تحقيق أول جزء من طموحي ..

استيقظت فوجدتني في نعمة لم أعهدها عند غيري .. من أهل وأصحاب وصحة ومال و …. وليست العبرة بكثرة النعم ولكن بكونها بأقدار متناسقة يخدم بعضها بعض .. كلٌ بقدر ..

وتفكرت قليلاً .. في مطافي .. ربما هو من ألطاف القدر .. ربما لخلل في رسومي السابقة كلها .. وكان واجباً علي أن أعيد رسم طريق آخر .. ربما لي التخطيط لا التنفيذ .. ربما …

نعم تألمت لفقدي .. ولازلت أتألّم .. واعذروني\اعذريني فذاك رغما عني وشيء خارجٌ عن إرادتي .. ولا أزال -ولن أزال- أتألم كلما تذكرته أو ذكره أحد أمامي ..
ما يسليني ويهون عليّ ابتسامة تتبع قول” متخفش ..أنا هفضل جنبك مهما حصل” فتشعرني بأني أقوى كائن في الكون  .. نظرة في عين أسمع هاتفاً من السماء بعدها: “لأجل هؤلاء لن نضيعك .. حتى ولو لم تستحق الخير” .. دعاء أمي لي: “ربنا يجعل قلبي وربي راضيين عليك” أسمع بعدها هاتفاً في نفسي: “سنكرمك من أجلها ونقر بك عينها” وقول أبي لي: ” أنا فخور بيك في كل حال” .. لا تزال تلك الكلمات البسيطة التي تخرج من الأفواه دونما تخطيط مسبق .. تعينني كثيراً ..

وتقنعني بأن كل شيء قسمة ونصيب .. وربما القادم أحلى فقط إذا تحليت بمزيد من الصبر .. واليقين .. والأمل!

Posted in Uncategorized | Leave a comment

المختارة

الحاجة غالباً ما تكون المحرك الأساسي -وكثيرا ما تكون الوحيد- للسعي والمحاولة ومكافحة العقبات وتحمل النكبات وعبور الأزمات وتلقي لكمات الزمان والناس .. هذه الحاجة التي تدفعنا للمواصلة والمثابرة والابتسام وإن غابت أسبابه لأن هناك سببا ما ينتظرنا نسعى إليه بمقدرا القوة التي تدعونا بها حاجتنا الملحة إليه

لن أطيل عليكِ مقدمة خطابي .. ولكني أردت توصيفك توصيفا دقيقاً ومهما بلغت بي دروب البلاغة فلن أستطيع إلى توصيف حاجتي إليكِ سبيلاً

حَكُوا عن بحّارٍ سار بمحاذاة البحر سنوات طويلة باجثا فيها عن ذاته و عن مكنونه الذي عاني ليعلمه وحين رأى خياله جاهد ليفهمه .. وحين رآكِ من بعيد تراءت له نفسُه فيكِ وكأنه فيكِ ومنكِ بدأ .. وإليك انتهى ليعلم كيف ابتدأ

إنما كنتِ لذاك البحار المركب الذي به عبر العواصف العاتية والمأوى الذي احتمى به من هول الأمواج الباغية والقوت الذي تقوّتت به روحه في رحلاتها بين شواطئَ كثيرةٍ مترامية ..

وحين تهفو نفس البحّار إلى راحة بعد طول ضنى روح ونهكة فكر وهزال جسد ..  فإذا بعينيه تبصرانك فترسل إلى الفكر والروح والجسد رسائل تحمل في طياتها كل معاني الهدوء والسكينة والراحة .. فتكونين للبحار للمعنى الأوحد للمأوى والمستراح

وبينما يعصف بقلب ذاك البحار خوفه من أثر تقلب مركبه يميناً ويساراً ويبصر الأمواج تعلوه وتعلو مركبه وبينما هو في خضم هذا كله .. إذا بكلمة “لا تقلق فمن جمعنا لن يضيعنا” منكِ إليهِ تُحيل المشهد كله هدوءاً غير مسبوق وكأنكِ -سيدتي- أثرتِ بعصاكِ السحرية بعضاً من تعاويذَ السحرة التي تهز الجبال وتجعلها رماداً يختفي بعد حينٍ في أنهار السكينة وعيون الراحة الأبدية

والعجيب في الأمر .. أن ذاك البحار يعلم أن فيكِ دواءه .. وكلما استقي منكِ شُفِي من دائه القديم وزاد داؤه بكِ وفيكِ وزادت حاجته للدواء ..  فأنتِ إن طهرتِ روحه من نواقص كثيرة وعافى الله بكِ جسده من كل جروحه وأسقامه و أذهب بكِ عن قلبه الغم والحزن .. فإنك قد صرتِ له داءاً إذ أدمن الحديث معكِ ولو كان حديثاً صامتاً يقوده خجلُ بادٍ في عينيك وأدمن منكِ الكلمات العابرة وسط الكلام عن أمور الحياة..تلك الكلمات التي تبثيها فيه لتخبريه بما أعجزكِ الخجل عن البوح به ..

وعجيبٌ يضاف لذاك ..  أنه كلما اقترب منكِ أكثر كان اشتياقه إليكِ أكبر .. وكلما جالسكِ ساعاتٍ .. وجد الساعاتِ تفقد هيبتها أمام الثواني إذ تصير الساعات والثواني في حضرتك سواءا !

والأكثر عجبا من هذا وذاك .. إصراره عليكِ أكثر من أي شيءٍ\أحدٍ سبقكِ .. فلم أعهد للبحّار بأساً قبلكِ ولم أرَ له جلّداً على قبض شيءٍ أو صبراً على هجر شيءٍ قبل أن تكوني كل شيئه ومصدر بأسه وقوته وصبره وجلده الذي حباه الله إياه

إنه إن قسا عليكِ فلحاجته إليكِ .. وإن علا صوته عليكِ فلا لشيء إلا ليواري ضعف صوته إلى صوتكِ في عقله ..

وهذا البحّار سيدتي لم يعرف إلا الترحال .. لم يعرف المكوث ولا البقاء طويلا على حالٍ. . ما إن حلّ بأهله قليلاً واستراح بهم إذا بصفير القطار ينذره بفوات موعده ليعاود السفر والهجر دونما اختيار -وإن بدا للعيان أنه اختار- .. وأنت مذ جئتِ صرتِ مكثه المأمول وقراره المنشود وجعلتِ المكث والقرار له أحب الآمال بعد أن كان يجهلها ولا يرى لها في حياته أثراً

 لا أود الإطالة .. فقط أخبرني البحّار برسالة كان قد كتبها لكِ منذ سنين عدة حين اخبركِ أنك اختياره وإن لم تكوني قدره وسيطيل الانتظار آملاً أن يوافق قدره اختياره

والآن وقد علمكِ المقدرة له  بعد أن كنتِ”المختارة” لديه .. فإنه أراد أن يبوح لكِ بقليل من قليل مما في “عقله” حتى يراكِ ويخبرك المزيد .. في قراركما معاً حين يكون السر بينكما علن والخجل الحاجز عن البوح بالمزيد من ذكرى الماضي السعيد !

ولكِ مني تحياتي

Posted in Uncategorized | Leave a comment

خد أقول لك

“فإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً”

مش لازم أرغي ..

الجملة اللي فوق دي تكفي لأن تكون بلوج قائماً بذاته دون أدنى شرح أو سرد لأفكار

(بلوج)

بس كدة

Posted in Uncategorized | Leave a comment

البيدق المنسي – تُنسَى كأنك لم تكن

‎-“عذراً فإني أفقتُ متأخراً .. مابال البيادق الأخرى غائبةً عنا ولم يتبق منا سواي انا وأنت!؟ , ألسنا في بداية الحرب؟”

هكذا ابتدأ البيدق حواره مع زميله في الكتيبة التي لطالما تقاسما فيها معاً غذاء أيام وأيام وتشاطرا فيها أحزانهما وأفراحهما. وكم ودَّعا معاً فيها بيادق أخرى في ساحات القتال لقلما ذكرها من يبصر القتال ويشهده.

-“ذهب بأمر من جلالة الملك القابع في قلعته وراءنا هناك يحتمي فينا ونحن من نحميه ليقولوا في النهاية:”مات الملك\عاش الملك” ونبقى يا صديقي ضائعي السيرة في سجل لا تتطاول إليه يدٌ فتفتحه ولا ترمقه عينٌ فتقرأ ما به من أسماء, لن يذكروا منَّا شيئاً إلا حين يتباهون بكثرة الجنود..أما لحظة النهاية فإنا في في مرتبة هي أدنى من ضمير الغائب الذي يشار إليه ولا يذكر أما نحن فإنّا لن يُشارَ إلينا ولن نُذكَر..وهكذا قالها -من قبل- ييدقٌ من بيادق عالمٍ آخر: (تُنسَى كأنك لم تكن) !!”

ملحوظة: “تنسى كأنك لم تكن” هي لمحمود درويش !
chess

Posted in Uncategorized | Leave a comment

إطراقة

كنت واضحاً في طفولتي .. كنت لا أمل البكاء ولا الصراخ حتى أحصل على ما أريد .. مهما يكن صغيراً أو تافهاً في نظر من حولي .. وكان البكاء أقصى ما يمكنني فعله فكان سلاحاً نافذاً .. قد يثير غضب معارضيّ في بعض الأحيان إلا أنه كان في النهاية يوصلني حيث أردت .. !! وكلما تقدمت في العمر .. وغالبتني الحقائق والعلوم .. وخدعني التعقل والتفكر .. وغرني الحلم والعلم .. رضيت بأقل مما أريد تحرجاً من منظري الباكي الصارخ حين كنت طفلاً .. فما نفعني تعقلي حين غابت عفويتي .. وما أغنى عني حلمي حين هجرتُ طيشي في طلب حقي .. وما أغنى عني علمي الغزير ببزاطن الأشياء التي كنت أجهلها في صغري .. فعلمي سلاح .. ليس بأقوى سلاح معي الآن .. حين خرس صوتي .. خسرت وضوحي .. وسكت بكائي وصراخي ..وغاب حقي!
Image

Posted in Uncategorized | Tagged | Leave a comment

سأبقى حراً!

ولأني حرٌ مُنذ جئت ..
لا تقيدني أفكارٌ ولا قوانين بشرية من قريب أو بعيد ..
فسأبقى حراً كما خُلِقت ..
حراً كما بدأت
وحتى ألقى خالقي من جديد ..
أتقرب إليه بحريتي التي منحها لي
أفهمه على قدر علمي ..
وفهمي في ازديادٍ دائمٍ إذا ما علمي يزيد!
بحرية أقترف الجُرم وبحرية -بعد طولِ عناءٍ- أعود!
بحرية أعترف بالخطأ وأصحح المسار الشريد!
بحرية دون أن يجبرني أحد ..
دون سورٍ أو سد ..
دون عونٍ أو مدد ..
وسأبقى حراً .. مادمت حياً ..
وستبقى حريتي تجري بداخلي
مجرى الدم -منِّي- في الوريد!!

 

Posted in Uncategorized | Leave a comment

إلحاد العقيدة وإلحاد القيم

الإلحاد ..
ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك  حين تسمع هذه الكلمة؟
العهر .. الفجور .. النصب .. السب والشتيمة  .. الزنا .. كل ما سبق .. ؟
إذا كنت من الأقلية التي ستجيب :
.. ليس أي مما سبق
فانت لا حاجة لك بقراءة مقالي هذا
أما إذا كنت من الأغلبية الساحقة التي ستجيب بسرعة:
“أعوذ بالله أعوذ بالله .. الإلحاد .. هو كل ما سبق من عهر وفجور وانحلال أخلاقي .. يا شرا*** يا أنجاس”
فاحنا محتاجين نتناقش مع بعض شوية ..
تذكر .. “نتناقش” لا تساوي مطلقا وبأي حال من الأحوال “نتخانق” .. أو “نتشاتم” .. أو “نتخاصم” .. أو نتبادل التهم والظنون..
رغم التشابه في الألفاظ الواضح طبعا

المهم نبدأ بداية مختلفة ..
سؤالي لك الآن أيها المؤمن المحافظ المتدين بطبيعتك ..
لماذا تكره العهر والفجور  والانحلال الأخلاقي !؟
جاوب بس..أنا لست معهم .. لكن ربما نختلف في سبب كرهنا لهم ..

إذا كانت إجابتك أنك تكرههم لأن دينك نهاك عنهم واعتقادك يحتم عليك أن تكرههم وإلهك يكرههم وأنت تكرهم لكره إلهك لهم ..
فاعذرني .. أنت لم تحقق مراد إلهك من نهيه عنهم!
في اعتقادي كموحد بالله .. أن الدنيا دار بلاء واختبار .. هل تترك ما تشتهي إذا أراد الله ذلك منك؟ أم لا؟
هذا جزء .. وليس الكل ..
فالجزء الأصعب في البلاء .. هل تعمر الكون .. أعني تعمر نفسك ..؟ تعمر الكون مفهومة في السياق بتعمير الكون .. لا تحتاج لشرح..نشر القيم والمبادئ السامية وإحلال السلام العالمي بين البشر  والمساعدة على تقدم الكون وازدهاره .. رغم أن دا عكس ما نفعله الآن بس ما علينا
أما تعمير نفسك .. هي أول خطوة والخطوة الأساسية لتعمير الكون .. فلا يمكنك أن تساعد على جعل الكون مكاناً سالماً نظيفاً نقيا هادئاً هانئاً سعيداً يحيا بقيم ومبادئ سامية إذا لم تكن أنت -في المقام الأول- انساناً مسالماً نظيفاً نقياً هادئاً هادئاً سعيداً “تحيا” بقيم ومبادئ سايمة !

شفتني وأنا كاتبها “تحيا” .. ؟ أي تحيا بها مش مجرد تلتزم بها ..
هنا يتجلى الجزء الثاني من مهمتنا في الأرض .. هي أن نحيا بتلك القيم لا أن نلتزم بها كرهاً .. ترويض النفس .. وتربيتها لأن تصبح من مؤيدي تلك المبادئ ومحبيها ومشجعيها .. تنام تحلم بالقيم والمبادئ وتاكل بتفكر فيها وتبقى هايم فيها .. تعيش قصة حب مع المبادئ والقيم حتى تتسنى لك الفرصة لتنادي بها وتسعى لنشرها ..تنشر المبادئ والقيم مستخدماً تلك المبادئ والقيم لا أي شيء آخر وأكيد مش باستخدام شيء يناقض تلك القيم زي الحاج بتاع ” ي شرا*** يا أنجاس .. احنا ديننا دين العفة والطهارة” .. ما علينا

ممكن نلخص ما سبق:
الجزء الأول من الابتلاء هو انك تنتهي عن حاجات مش شرط تكون مؤذية او مضرة .. كنوع من البرهنة على طاعة لله والانقياد لأوامره ..
مثلا الخمرة .. لماذا لا تشرب الخمر؟
لأن الله نهانا عنها
لو اتفلسفت -زي ما كثير م الشيوخ بيعملوا جهلاً- وقلت: وربنا نهانا عن الخمر لأنه مؤذي ومضر ..
هقوم حاطط لك في وشك 100 بحث علمي يثبت أن شرب الخمر قد يكون مفيدا صحيا للكلى والكبد إذا تم تناوله بجرعات معينة ..

لماذا لا نزني؟
لأن الله نهانا عن الزنا
لو برده افلسفت زي نفس الحد اللي اتفلسف فوق وقلت لي: ربنا نهانا عن الزنا لعدم اختلاط الأنساب والكثير من الأسباب دي
هقول لك طب لو مش بيخلفوا وهدوا حبوب منع الحمل ومتفقين على عدم الخلفة مثلا يعني؟
طب هو مش كدة اللي هيحصل بينهم هو ما يحدث من معاشرة بين الزوج وزوجته بس الفارق ان مفيش عقد زواج؟

لماذا لا نمارس العادة السرية؟
لأنها حرام ومنهي عن نكاح اليد (العادة السرية) وبإجماع لا خلاف فيه
لو حصل واتفلسفت نفس الفلسفة ..
هوريك كذا بحث بيطالب الشباب بممارستها لما لها من فوائد صحية لو تمت بجرعات معينة

والكثير غلى غير ذلك

أمال الإجابة ايه؟
بسيطة: نهانا الله عنها .. لأنه … لا نعلم فقط نهانا عنها والاختبار هنا في أن تنتهي عن شيء لا تعلم سبب الانتهاء عنه ولكنك تعلم يقينا أن الله يعلم
“لا يُسْئَلُ عما يفعل وهم يُسْأَلون”

أما الجزء الثاني من  الابتلاء ان فيه حاجات لازم تكتسبها عشان تعرف تحقق الغرض من الخلق منك وهو تعميرك للأرض ..
نحن الخلق كلنا عيال الله .. ما تخافش م الكلمة .. الكلمة واردة ومعناها الله يعولنا ويرزقنا
ربنا يعول المؤمن والكافر .. حتى الكافر المنكر لوجوده .. ربنا لا يزال يرزقه ويمهله ويملي له حتى وهو يظن بغياب الله .. سواء كان كبر أو عدم معرفة!

المهم .. أن الله يحب أن تحسن للخلق .. ومن مهامك لأجل تعمير الكون أن تتصف بصفات الله ومنها حبك للإحسان للخلق .. لذلك ربنا علشان يساعدنا نحب هذا العمل .. حط مكافآت لمن يأتي هذا العمل .. كنوع من الترغيب فيه .. علشان لو كسلت تحسن للناس تلاقي دافع .. و جعل الله عقابا لمن يسيء معاملة الناس .. كنوع برده من الرادع إن حدثتك نفسك بالإساءة ..
بس مش الفكرة من الاحسان انك تقف عند الثواب وتنسى الغرض الاساسي وهو انك تربي نفسك وتخليها تحب الناس وتحب تحسن ليهم
وقس على ذلك بقية الأمور ..

يبقى ممكن نلخص تاني في سطر  ..
لو بتحسن للناس عشان الثواب “بس” .. يبقى لسة عندك الهدف الأساسي غائب .. الهدف الأساسي من الثواب انك تحب العمل ويصبح فيك وتصبح به .. وتصبح بتحب الناس مش آلة لجمع الثواب بس آلة جوفاء ..
لو واخد الناس وسيلة للجنة .. تبقى شخص اناني حتى لو بتؤثر الناس على نفسك .. فأنت برده مستني في الآخر الفائدة لنفسك وتبقى بتناقض نفسك أيما تناقض في ادعائك الإيثار

نرجع للنقطة الرئيسية
الإلحاد .. اتفجعت تاني؟
لو وصلت معي لهذا السطر .. فقد قرأت اللي انا قلته فوق ..
وأن ممكن حد يكون بيحب القيم والمبادئ .. دون اللجوء لأن يؤمن بإله يعاقبه لو خالف المبادئ دي ..
بمعنى آخر ..
الإيمان بالقيم والمبادئ .. لا يحتاج بالضرورة لاعتقاد ما .. لا يحتاج لأن تكون مسلماً .. ولكن كونك مسلماً .. فهذا إدعاء لا يثبت صحته حتى تثبت حبك لتلك القيم والمبادئ قبل ان تؤمن و تلتزم تؤمن بها

وبالتالي فزاعة ان الحرام مؤذي بيستخدمها الدعاة -بنية طيبة في أغلب الأوقات- علشان يجعلوا الانتهاء عن الحرام أسهل لو ألصقوا به ضرر معين
يعني ينشرون في كل مكان ان الله نها عن الخمر لأن الخمر مضرة للجسد .. فييجي واحد غلبان يقرأ يلاقي الخمرة “قد” تكون مفيدة .. يتلخبط ويتذبذب في إيمانه لسبب تافه .. بسبب دعوة قائمة على جهل ومغالطة
وبدل ما يردوا على الدعوات للإلحاد بحوار ومنطق مضاد بالاذات ان كونك مسلم فانت مقتنع انك على الحق وأن الحق لازم يغلب في المنطق مش بس بالكلام ..لأ دول يردوا بإن الإلحاد يدعو للرذيلة والعهر والخمر ..
وبالتالي المسلم الملصّم مع أول قعدة مع شوية ملحدين من ذوي القيم .. أول حاجة هتحصل له انه يبدأ يراجع كل معتقداته لأنه ظهرت لديه فجوة عظيمة يصعب عليه سدها

وبالتالي ممكن تكون ملحد .. بس عندك قيم ومبادئ وتكره السرقة والشر وتحب الناس وتحسن إليهم .. وممكن تبقى مسلم -إسم – بس تبقى عندك إلحاد قيم ومبادئ لا مثيل له ..

يبقى إلحاد يعني ناس لا يؤمنون بوجود إله .. يقينا.. لكن لا علاقة له بالقيم والأخلاق .. ناس طبيعيين يعني
بس كدة

**اللهم اهدِ كل ضال وأرشد كل حيران واجعلنا سببا لمن اهتدى ولا تفتنّا ولا تجعلنا فتنة لأحد**

Posted in Uncategorized | Tagged , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | 5 Comments

الكفر والكبر -خاطرة موجزة

‎”أبى واستكبر وكان من الكافرين” ..
كِبر .. يتبعه كفر ..
حتى وإن رأى الله رأي العين كما رآه إبليس ..
حتى وإن أقرّ بأن الله ربه وقال “ربي أنظرني” .. كما قال إبليس ..
فهو كفر .. بتكبره على أن يقر بألوهية الله ويأتي حق هذ الإقرار ..

الفارق عظيم بين من كفر كبراً واستكباراً ..
ومن كفر لجهل أو لخطأ في وسيلة البحث أو لخطأ في التلقّي ..
مَن رأى الحق وأبى أن يتبعه ومَن بحث عن الحق بكل ما استطاع من جهد ووقت ولم يهتدِ له قلبه ..

نعم لله حكمة في هذا -لِزاماً- ومن بحث عن الحق فلن بضل الله سعيه!

ولكن عدله -أيضا- يقتضي ألا نساوي بين هذا وبين من أبى استكبارا فكفر ..
فالأول كفر إبليس وكفر أبي جهل حين قال “واللهِ إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء…” وكفر فرعون حين قال: “ما علمت لكم من إله غيري” وهو يعلم -حتماً- أنه بشر ولإقراره بفكرة الألوهية الني استكبر أن ينسبها لغيره وإن كان خالقه وإلهه!

والثاني كفر بلا استكبار .. ربما كفر امرئ باحث عن الحقيقة تعثرت خطاه في الطريق فلم يجدها..ربما لن يؤتيه الله ثمار بحثه في الدنيا..ربما..أو ربما أي شيء آخر

لا يهمني -وليست مهمتي ولا تفرق في حكمي- مصير الناس من جنة ونار .. ولست بصدد سرد الآراء الفقهية لهذا الأمر ..

إلا أن إيماني بالله يخبرني
بأنهما لا يستويان مثلاً !!

Posted in Uncategorized | Tagged , , , , , , , , , , , , , | 7 Comments

وخابت فيك كل الأماني

كنتُ أكَذِّب فيك حدسي بأننا لسنا متشابهين
كان الناس دوما يذكرون اسمينا معاً بواو الاقتران والمصاحبة وبواو المعية و واو الجماعة لا ألف المثنى
فقد رأوا في مثنانا جمعاً لا مثيل لقوته

وكنتُ في قرارة نفسي
أتمنى أن يصدق ظنهم فينا
ولم أكن اظن مثل الذي ظنوا
وغلّبتُ أمنيتي على ظني

كنت أتمنى أن تشبهني أو أشبهك
لا يهم من يشبه من
أن نكون كما يقولوا .. جسدا واحداً..عقلاً واحداً..وإن اختلفنا في الطريقة
هذا ما تمنيت
وهذا ما ظنوا

وانتهينا إلى حقيقة لم تدع للشك فيما بيننا مكان
أننا لا نتشابه في كثير
وأن طريقي ربما يتشابك مع طريقك
يوما ما
ولكننا نمر فيه كلٌ على الآخر
كعابر سبيل

كنت أتمنى أن يصدق الناس فيك ويخيب ظني
فصدق فيك ظني
وخابت فيك كل الأماني

Posted in Uncategorized | Leave a comment